السياحة الليبية...
إن السياحة في ليبيا لها من الاستثمار دور كبير في تنمية المصالح الوطنية وجعلها في درر لؤلئية ولكن السياحة الليبية في أذهان الكثيرين زوايا هامشية ومن رحلاتهم أو إجازاتهم أشياء وهمية ولكن ما يوجد في ليبيا من الآثار الدالة علي حقبة من الزمن كانت موجودة وكان لها أثر في تغيير ليبيا ولا أنسي تلك المقتنيات الأثرية الموجودة في المتاحف الغائبة عن أذهان الكثير من أبناء ليبيا ربما لأنهم نسوا ما في ليبيا من ذكريات ربما كان من الأفضل لهم أن يتذكروها ليعرفوا ما كانت وما حافظت عليه ليبيا من العز والشموخ .
لكن المشكلة أن الاهتمام معدوم ونسبت إليه صفة المرحوم لأن الإشهار لمثل تلك الذكريات غير موجود وإن وجد فغير محمود وذلك لأن الإشهار يكون في محطات إعلامية مشهورة "مثلا" وأن يكون بأكثر من لغة حتى يفهم أن السياحة الليبية لم تنسي ولكي تأتي القوافل السياحية وترسي وكذلك في الداخل الليبي إن تسهيل الإجراءات لها دور في تنمية السياحة وتسهيل الإجراءات تكون كذلك للشركات السياحية الخاصة وتفعيل نشاطها للنهوض بفرصة الربح هذه التي لا تعوض ولكي لا تبقي في مكانها وتقوض ولكن المشكلة أبلغ من ذلك إن قلة الاهتمام ليست في الإشهار فقط بل في بقاء المواقع السياحة قائمة علي الأرض لأن معظم هذه المواقع أصابها التصدع حتى أوشكت علي الانهيار ومنها قلعة مرزق الأثرية التي شارفت علي نسيان أهاليها لها لأنها أصبحت في مرحلة الاحتضار وشيئا فشيئا بدأت في الانكسار وكذلك لا يوجد في المناطق القريبة من تلك القلعة أي تنبيه علي أن هناك موقع أثري في تلك المنطقة ربما يراها السياح ويدخلون إليها ويرون إبداع الأجداد في طرق عيشهم
وبراعة قدراتهم المعمارية ولكي تتضح الصورة الحقيقية لهذه المشكلة أن بحيرة" قبر عون " ليس فيها ذلك الاهتمام العالي الذي نراه في باقي البلدان ومنها جارتنا تونس حيث أن الطريق المعبد الذي يوصل إلي الصحراء التي توجد فيها هذه البحيرة قد انتهت صلاحيته منذ سنين قديمة وكذلك إن المستلزمات الضرورية المجودة في محيط تلك البحيرة ليس بالكافي للمبيت فيها أو البقاء فيها يوما فقط وعندما أحكي لكم هذه القصة سوف تستشعرون هول المشكلة وعندما أقول إني آسف فنعم إني أقصد ذلك ففي درنة أحد مدن الجهاد الليبية يوجد متحف فيه من ذكريات جهاد البطل الشهيد " عمر المختار " وغيره من أولئك الشرفاء الذين استشهدوا من أجل الوطن مالا يصدق ولكن عندما سألت المسئول عن المتحف" وللعلم أن المتحف تابع لجمعية الهيلع للدراسات الميدانية " لماذا لم تؤلفوا أو تكتبوا عن كل ما في المتحف من مشاهد وتوثقونها في مجلدات باعتبارها أحد أهم عناوين الجهاد في ليبيا فقال لي "والحزن والألم يأكله " أننا أعطينا لأحد أبناء ليبيا كتابا فيه كل ما في المتحف لقوم بطباعته في طرابلس وكن ذلك الشخص قام بالاستفادة منه شخصيا ولم يعطي حق كل الليبيين بأن يسترجعوا ماضيهم الخالد وأما أحد الصحفيين من بريطانيا قام بتصوير كل ما في المتحف وكتب عنه وألف عنه كتابا وصدر عنه العديد من النسخ ووزعها مجانيا للعديد من دول العالم وقام بشكر جمعية الهيلع علي ما قامت به من مجهودات من أجل المحافظة علي مثل هذه الأماكن التي يبذل الدم من أجلها لأنها لتاريخ لأنها الروح لأنها ليبيا .
إذا إن السياحة في ليبيا لا تعاني نقصا في المناطق السياحية بل يوجد لديها فائض من هذه الأماكن التي تدل علي براعة من أنشأها وحسن من حافظ عليها وهنا أتكلم عن المناطق السياحية في " شحات ولبدة وصبراته وطرابلس....الخ "