المناطق الأثرية في دولة الامارات عديدة جدا
المناطق الأثرية في دولة الامارات عديدة جدا وتدل على قدم الحضارات التي سادت ثم بادت في المنطقة. والتحقيق التالي يسلط الضوء على حصن قديم يقع في أعلى جبل حجيل في منطقة شمل في رأس الخيمة يطلق عليه قصر الزباء.
حيث ما زالت بقايا من بناء صغير واحجار وسور قيل انه يمتد الى عدة كيلومترات
روايات مختلفة
يقع (قصر الزباء) في الشمال الشرقي لمدينة رأس الخيمة، وعلى جبل مرتفع نسبياً تحيط به الجبال القصيرة التي تشكل سلسلة جبال عُمان، وجود هذا القصر في هذا المكان كان لضرورة أمنية، إذ إن الجبال تكون حامية له من الخلف، وارتفاعه يتيح له المراقبة القوية من جميع الجهات وخصوصاً من ناحيتي الشمال والجنوب، وإطلاق أبناء المنطقة على هذا المعقل تسمية (حصن تارة وقصر تارة أخرى)، راجع لاتخاذ الحكام في الماضي سكناهم في مكان واحد، لأن وجوده في قصر يتطلب حمايته بالوسائل الدفاعية مثل الأسوار العالية والأبراج بهدف المراقبة والتفتيش، حيث يبدو في النهاية بهذه الإضافات الأمنية شكل قلعة أو حصن، وهذا هو سبب إطلاق الناس عليه اسم قلعة أو حصن، لذا لا تُستبعد علاقة هذا القصر بتاريخ جلفار القديمة.
خاصة أن القصر يقع في حدود تلك المدينة، وقد دارت حوله الكثير من الأحداث منذ زمن طويل، وربما أصبح المحطة العسكرية الخلفية لجلفار، وشكل إلى جانب الحصون والقلاع الأخرى الموزعة في عدة أماكن من رأس الخيمة، الدرع الواقي للمنطقة من أي هجوم قد يُشن من الخارج، أو من اعتداء بعض القبائل المحيطة، أما من سكن هذا القصر في العهود الغابرة فقد كثرت الروايات، فهناك من يقول إنها زنوبيا أو زينب أو نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميذع العمليقي، وإنها عربية الأصل وذات شخصية قوية.
كذلك وصفت بانها كانت تتمتع بعبقرية فذة، وأوتيت كثيراً من الصفات كالجرأة والشجاعة، وهذا ما يؤكد بأن القصر يعود لملكة تدمر زنوبيا أو الزباء، حتى انه يقال إن اسم (رأس الخيمة) ينسبه البعض إلى خيمة نصبتها الزباء على مرتفع يطل على مدخل الخليج، والقصر بموقعه المنيع، والذي يقع على مرتفع جبلي ويحيط به سور وغرف مراقبة، يحتوي على مرافق وتصميمات عسكرية، هو بناء يليق بتلك الملكة المشهورة، خاصة أن هضبة الجبل التي بُني عليها القصر تكشف الساحل المطل على البحر.
ولقد عثر الباحثون في داخل القصر على عدد من الأواني الفخارية والنقود والأسلحة البرونزية والحلي، التي يعود تاريخها إلى 3000 سنة، أي إلى فترة قديمة وزمن يعرف بحضارة شمل، وان بعض الفخار الذي وجد بالقرب منه يرجع إلى عصر ما قبل الإسلام.
تسمية المكان
هناك اراء كثيرة حول هذه الشخصية، ويقول عامة الناس، إن ملكة سبأ جاءت من شمال اليمن وقامت ببناء القصر، وانه يعود لعهد تلك الملكة، وذكر بعض من أهالي بني شميلي بأن بلقيس ملكة سبأ كانت قد بسطت سلطانها على كثير من البلدان لتمتعها بقوة كبيرة، وربما جاءت إلى هنا أو أن أحد جنودها زار المنطقة وشيّد هذا القصر الذي استُخدم ضمن مملكتها، كذلك تذكر الروايات أن هذه الملكة ثرية، وأن ثروتها كانت نابعة من ثروة المنطقة، التي كانت غنية بالنحاس والبرونز .
المعلم الأثري يُوثّق مرحلة مهمة
مواقع أثرية في منطقة شمل
المتبقي من آثار قصر الزباء ركام من أحجار مختلفة الأحجام، وسور من الحجارة المصفوفة على بعضها البعض، وتكاد ملامحه تضيع بسبب عوامل الشمس والبيئة، ولذلك ناشد المواطنون في منطقة شمل المسؤولين عن الآثار في إمارة رأس الخيمة والدولة، اعادة ترميم وبناء القصر وإعادته الى ما كان عليه في السابق، خاصة وان احجار القصر ما زالت موجودة، والمخطط العام مازال واضح المعالم، وقال سليمان محمد حسن بن سليمان مواطن من منطقة شمل، ان جميع اهالي المنطقة يعلمون ان هذا القصر هو من المعالم التاريخية والحضارية للمنطقة بشكل خاص وللإمارة بشكل عام، وجميعنا يأمل ان يعاد ترميم وبناء القصر وجعله مزاراً للسياح والباحثين عن تاريخ الإمارة، وفي وقت سابق منذ سنوات بدأت أولى خطوات الترميم من خلال بناء درج للصعود الى قمة الجبل.