شلال كورشونلو (Kursunlu).. إنه ملاذ بحق!!! , شلالات تركيا 2014
أخيراً وجدت ضالتي، ففي هذا الوقت من السنة على عكس فصل الصيف
في هذا المحيط الفردوسي الرائع يمكنني أن أسود المكان
وأطلق العنان لمخيلتي الحرة،
إذ لا يتجاوز مكوث زائري المنطقة المرور بها
والإطلاع على المكان قبل متابعة التسلق إلى مناطق النزهات المكتظة بالمتنزهين
حيث يضيق النهر بين أشجار الأناناس.
فترى الكبار يشوون اللحم بينما الصبية يلعبون الكرة في فرق صغيرة.
أما أنا، فلا يمكنني أن أستذكر منذ متى وأنا هنا،
إذ سحرني المكان وأفقدني ارتباطي بالزمن،
حتى أنني نسيت الكاميرا التي لا زالت منذ ساعة منتظرة على حاملها
أن أرفع الغطاء وأضغط زر التشغيل.
لا بد أنها قد تجاوزت الظهيرة،
فأشعة الشمس التي تمر عبر الأغصان
وتحجب الشلال أصبحت أقل سطوعاً مما كانت عليه
عندما تملكني المكان وسيطر علي صوت شلاله الهادر؛ مرتفعاً كلما اقتربت منه،
فلم أعتده وحسب بل شعرت أن المشهد لم يكن ليكتمل دونه،
فهو يمثل تلك الموسيقى التي لم تعبث يد الإنسان بها.
إنه آذار، أو بكلمة أخرى الشهر الذي تبلغ فيه مياه الشلال أعلى منسوب لها،
لتندفع منحدرة بقوة شديدة من ارتفاع يتراوح بين 10-12م،
فتبدو كما لو أنها لا تنوي التوقف،
وتصفع بعنف الصخور التي ترد بدورها بقذف قطرات المياه
فتتغطى بالزبد مشكلة أقواس قزح تتماهى ألوانها معيقة عيني من تمييز كل منها على حدة.
قطعت الجسر ووصلت إلى الجانب الآخر من البحيرة الصغيرة المتشكلة من مياه الشلالات،
وكانت السلاحف التي تسبح بتراخ تحت الجسر
وتتجه إلى الشاطئ للحصول على حمام شمسي دافئ أشد ما لفت انتباهي،
إذ أنها المخلوقات الوحيدة التي فاقتني سعادة.
أردت أن أبقى في هذه المنطقة لمدة أطول،
غير أن الحارس نبهني إلى أن زيارة المنطقة
منذ أعلنت حديقة وطنية في عام1991م أصبحت مقتصرة على فترة النهار فقط.