الملك الأشرف برسباى و قصة غزو قبرص و اثاره

بن ادم

:: مسافر ::
28 يونيو 2012
556
0
0
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

النهاردة ان شاء الله هتكلم عن الملك الاشرف برسباى و هو واحد من حكام مصر المماليك و الموضوع قمت بتجميعه و تلخيصه من عدة مواقع على شبكة المعلومات( الانترنت ) و قررت تقديمها لحضراتكم لنسترجع ذكريات ماضى عزيز


اصله:

تعود اصوله الى بلاد الشركس لد في القفقاس ( القوقاز ) أخذ صغيرا وبيع في القرم، وبقي فيها حتى اشتراه بعض التجار وقصد به إلى الشام، فلما وصل ملطية اشتراه نائبها الأمير دقماق المحمدي الظاهري فأقام عنده مدة، ثم أهداه الأمير دقماق في جملة مماليك آخرين إلى السلطان الملك الظاهر برقوق (784- 791 ثم792- 801هـ)

تدرجه فى المناصب:

كان الملك الأشرف أبو النصر برسباى أحد مماليك الظاهر برقوق قدم إليه صغيرا فأعتقه واستمر يتدرج من وظيفة إلى أخرى إلى أن صار دوادارا كبيرا فى أيام الملك الظاهر ططر وظل كذلك إلى أن توفى ططر وخلفه ابنه الصالح محمد فما لبث أن خلفه برسباى وولى الملك بعده سنة 825 هجرية = 1422م وكانت مدة حكمه ست عشرة سنة وبضعة شهور حيث توفى سنة 841 هجرية =1438م.



صفاته :

كان الأشرف جليلاً مهاباً منقاداً للشرع مقرباً للفقهاء وافر العقل لم يشرب الخمر قط عارفاً بأحوال المملكة يتصدى للأحكام بنفسه، وكان محباً للصيد ماهراً في محبًّا لجمع المال. وكان يحب الاستكثار من المماليك، حتى بلغت عدة من اشتراه من المماليك زيادة على ألفي نفر. وكان يقدِّم الجراكسة على غيرهم من الأجناس، ويشره في جمع الخيول والجمال، وما أشبه ذلك.، وأمر بمنع التعامل بالنقود الإفرنتية المشخصة (التي تسك في بلاد الفرنج وعليها صورة)، وسك نقوداً ذهبية باسمه عرفت بالأشرفية والبرسباهية، وكانت من أجود الأنواع ودام تداولها زماناً طويلاً من بعده.

عملة ذهبية باسم السلطان الأشرف برسباي، ضربت بالقاهرة سنة 829 هـ (1425م).


travel_photo_images_1366359250_200.jpg



سنوات حكمه :

دامت سلطنة الملك الأشرف برسباي ست عشرة سنة وثمانية أشهر كانت البلاد إبانها عزيزة الجانب ، وكانت أيامه في غاية الحسن من الأمين، والخير، ورخاء الأسعار، و لكن لم تخل سنوات حكمه من بعض الفتن أو الاضطراب بسبب حوادث تمرد بعض الحكام والأمراء في مصر والشام والحجاز، وقد باءت جميعها بالإخفاق، كذلك شهدت البلاد في عهده تفشي الوباء أكثر من مرة كان أصعبها وأشدها تفشي الطاعون في أكثر البلاد سنة 833هـ/1430م ذلك الطاعون الذي مات فيه الألوف يومياً واستمر نحو أربعة أشهر.

أسباب غزو قبرص :

كانت لقبرص بحكم موقعها الاستراتيجى فى البحر المتوسط مركز للعديد من الحملات الصليبية التى استهدفت مصر و الشام و لعل اشهرها وقعة اسكندريه و التى حدثت عام 1365 م حيث شن ملك قبرص بيير دو لوزينان ( بطرس الأول لوزينان ) غاره عسكريه على مدينة اسكندرية فى شمال مصر فى عهد السلطان الأشرف شعبان نزلت قوات بيير من المراكب فى اسكندريه و نهبتها و خربتها بالكامل و هربت بالمنهوبات و المخطوفين. واقعة اسكندريه كان ليها اثر سىء جداً على اقتصاد مصر و منطقة البحر المتوسط كلها و حركة التجاره بين مصر و اوروبا ولم ترد مصر الا بعد لكثر من ستين عام فى عهد الملك الاشرف


حملة استطلاعية :

وفي عام 827هـ 1423 م أرسل الأشرف برسباي حملة استطلاعية إلى جزيرة قبرص، وقد اتجهت إلى ميناء "ليماسول" كرد فعلٍ على تلك الحملات التي قام بها ملوك تلك الجزيرة على الإسكندرية وقد نجحت الحملة فى اسر عدد كبير من الفرنجة و العودة بهم الى مصر .

غزوة قبرص الاولى :

وفي العام التالي 828هـ/ 1424م أرسل حملة ثانية وكانت جهتها في هذه المرة مدينة "فاما غوستا"، وقد أحرزت النصر، ومكثت أربعة أيام، ثم اتجهت إلى مدينة "ليماسول"، وتمكنت من فتحها بعد جهد، ثم رجعت الحملة إلى مصر.



غزوة قبرص الثانية :

وبعد عام خرجت حملة جديدة سارت نحو "ليماسول" ففتحها، ثم اتجهت نحو الداخل فالتقت بجيش كبير يقوده ملك قبرص "جانوس" بنفسه، فجرت معركة طاحنة بين الفريقين
هجم المصريين على ليماسول و نزلو قوات بريه و استولو على قلعتها و هدموها و اسرو اعداد كبيره من الفرنج و بعد ما استولو على ليماسول و رفعو اعلام مصر عليها قسمو نفسهم فرقتين فرقه فى البر بيقودها الأمرا تغرى بردى المحموى و تغرى برمش و فرقه فى البحر بقيادة الأمرا أينال الجكمى و قراكراد خجا ، و ظهر ملك قبرص بجيشه اللى انضمت ليه قوات من الفرنج و التركمان و قامت معركه كبيره انهزم فيها القبارصه و الفرنج و معاهم التركمان و وقع الملك چانوس لوزينان فى ايد القوات المصريه هو و اعداد من الفرسان الصليبيه و اتكبل ملك قبرص بالحديد و اتسلم للأمير تغرى بردى المحمودى و طلعت المراكب على نيقوسيا عاصمة المملكه و وصلت مراكب حربيه صليبيه لمساعدة القبارصه و قامت معركه بحريه انهزمت فيها مراكب الفرنج و قدر المصريين انهم يإسرو منها مركب و قتلت اعداد كبيره من الفرنج و بعد ما نجح المصريين فى صد المراكب الفرنجيه راحو على نيقوسيا و استولو على قصر الملك و رفعوا الاعلام المصريه عليه و استسلمت مدن تانيه و طلبت الامان و بعد يومين ركبو البحر و رجعو على مصر و معاهم چانوس لوزينان ملك قبرص مكبل بالأغلال و اعداد كبيره من الأسرى

وقد افتدى ملك قبرص نفسه بمئتي ألف دينار على أن يقبل بالخضوع للسلطان ويدفع جزية سنوية عشرين ألف دينار وافق على أن تكون قبرص تابعة لدولة المماليك، وبقيت بعدها كذلك مدة بقاء الدولة المملوكية. وخشي صاحب رودس أن يحل به ما حل بملك قبرص فبعث يقدم فروض الطاعة ويقبل أن يكون نائباً للسلطان في جزيرته

وفاته:

وبعد أن قضى السلطان برسباي في الحكم نحو سبعة عشر عاما، تُوفي في (ذي الحجة 841هـ = مايو 1437م)، بعد أن ارتبط اسمه بالجهاد ضد الصليبيين، وأضاف إلى دولته جزيرة قبرص، وهو ما أضفى على سلطنته رونقًا وشهرة.

رحم الله السلطان الاشرف و جزاه الله خيرا عما قدمه لمصر و الاسلام

اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم و ان شاء الله لنا حلقة قادمة نتحدث فيها عن أثار الملك الاشرف