تقرير مصور عن حارة اليهود فى مصر _ السياحة فى مصر

محبة للسفر

:: مسافر ::
16 ديسمبر 2012
376
0
0
تقرير مصور عن حارة اليهود فى مصر _ السياحة فى مصر

travel_photo_images_1360731781_941.jpg






لم يكن غريبا تواجد عدد كبير من اليهود بمصر قبل احتلالهم فلسطين عام 1948؛ حيث كان اليهود في ذلك الوقت متناثرين في شتى بقاع العالم، ونظرا لتمركز بعضهم في أكثر من مكان فكانت حارة اليهود مكانا يضم عددا من اليهود وليس كل الموجودين منهم بمصر.

فلم تكن حارة اليهود مكانا إجباريا ملزما لسكن اليهود في أي زمان من التاريخ الحديث لمصر؛ إلا أنها على الرغم من ذلك حوت عددا من اليهود على مر العصور، بالإضافة إلى ضمها أكثر من معبد يهودي بداخلها.

ولم تكن حارة اليهود حارة بالمعنى الحرفي، فهي كما يورد محمد أبو الغار في كتابه "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات" حي كامل فيه شوارع وحارات كثيرة متصلة ببعضها، وتقع في وسط القاهرة بين القاهرة الإسلامية والخديوية.

سكن الحارة أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط، وكان سكانها من اليهود مرتبطين بأمرين: أولهما الدخل المحدود، والثاني القرب من مصادر الرزق بالنسبة للحرفيين في الصاغة وغيرها.

أما من تحسنت أحوالهم المادية فكانوا يهجرون الحارة إلى عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية. ومن يغتنون أكثر ينتقلون إلى العباسية أو مصر الجديدة.

لم يعد هناك شيء يدل على حارة اليهود التي تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى "نجمة داود السداسية" المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية التي رحل عنها أصحابها ما بين عامي 1948 إلى 1967؛ حيث كان الحرفيون من يهود الحارة يعملون في صناعة الذهب والفضة وصناعة الأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث.

أما التجار من يهود الحارة فقد تركز نشاطهم في الأقمشة والورق والأدوات الكهربائية. وكانت بعض اليهوديات يصنعن الحلوى والمربى ويقطرن الزهر، كما عملن في الحياكة.

وفي يوم السبت كان اليهود القراءون (الذين لا يؤمنون إلا بتعاليم التوراة فقط) لا يغادرون منازلهم ولا يوقدون نارا أو نورا مكتفين بالوجبات الباردة فقط.

وذكر الباحث عرفة عبده علي أن الحارة كانت تضم أحد عشر معبدا لم يتبق منها سوى ثلاثة فقط، وملجأ للمسنين (راز راحمين إسحق ليشع) الخيري.

ومن المعابد الثلاثة معبد "ابن ميمون" أو "راب موشي" باللغة العبرية علي مساحة 600 متر مربع، والذي بني بعد وفاة ابن ميمون الفيلسوف والطبيب اليهودي الشهير عام 1204، والذي كان أحد المقربين من السلطان الظافر صلاح الدين الأيوبي.

وبداخل المعبد سرداب يدخله الزائرون حفاة الأقدام إلى "الغرفة المقدسة"؛ التي رقد بها جثمان صاحب المعبد لمدة أسبوع قبل نقله إلى طبرية بفلسطين ودفنه هناك. ويتردد بعض الناس على تلك الغرفة من حين لآخر؛ لنيل البركات أو للشفاء، ويروي أن الملك فؤاد ملك مصر الأسبق رقد عاريا في تلك الغرفة من غروب الشمس إلى مطلع الفجر التماسا للشفاء من مرضه العضال.

والمعبد الثاني بالحارة هو معبد "أبي حايم كابوسي" بدرب نصير. أما المعبد الثالث فهو معبد "بار يوحاي" بشارع الصقالبة.


travel_photo_images_1360731774_669.jpg


المعبد اليهودى القديم

travel_photo_images_1360731772_916.jpg



حارة اليهود

حارةُ اليهودِ، والتي تُعرَفُ باسمِ جيتو (Ghetto) تمثِّلُ مكانًا منعزلاً رديئًا لإيواءِ اليهود، وعزْلِهِم عن باقي المواطنينَ بالمدينةِ، باعتبارِ أنهم أقلُّ شأنًا بالنسبةِ لهم. وقد بدأتْ محاولةُ عزلِ يهودِ أوروبا عن باقي السكَّانِ مع بدايةِ القرنِ الحادي عشَرَ، لكن أولَ حارةٍ لليهودِ بمعناها الحقيقيِّ أُنشِئَتْ في (روما) سنةَ 1556م.








travel_photo_images_1360731776_455.jpg

أطلال معبد يهودي بالحارة

travel_photo_images_1360731777_715.jpg

travel_photo_images_1360731779_263.jpg

لكن الحارة صمدت باسمها، فلم يتغير، لتصبح كما هو حاصل في معظم الشوارع أو الحارات التي تتغير معالمها، حيث يسبقها دائما «شارع أو حارة كذا.. سابقا». فسكانها ليسوا هم سكانها السابقون، وحاراتها الفرعية، ليست هي نفسها التي كان يسكنها اليهود، وأصبحوا حاليا من المسلمين والمسيحيين.
والزائر للحارة قد يلاحظ أطلالها التي أصبحت عليها منذ سنوات طوال. وتحمل الأطلال الأسماء المنقوشة على بعض المنازل والتي تدل على يهودية أصحابها مثل «موسى ليشع عازر، 1922» بالإضافة إلى النجوم السداسية الحجرية أو المعدنية، وهي أشهر الأيقونات اليهودية التي ما زال يحتفظ بها سكان الحارة رمزا وتاريخا شاهدا على أن اليهود كان لهم هنا أثر وتاريخ شرعي، تركوه إلى اصطناع تاريخ آخر في فلسطين المحتلة. ومن بين الأطلال أيضا بعض المعابد الصغيرة، التي تم تحويل بعضها إلى مساجد، بعض أن هجرت وأصبحت خلاء.
سكن «حارة اليهود» ما يزيد على 5 آلاف يهودي، اعتادوا كأقرانهم في شتى بقاع العالم، الانعزال عن المجتمع في تجمع مغلق والتمسك بهويتهم الدينية اليهودية.