البداية كانت من مدينة كسلا السودانية المتسمة بالجمال السحري
و بعد اجراء الجوازات الأريتريه غادرنا 114 بالــ Mini - bus الى مدينة تسني
و كان المبيت تلك الليله بتسني
هي بلــدة في غرب دولة أريتريا تقع على ضفة نهر القاش جنوب شرق مدينة كسلا في السودان بمسافة 45 كيلومترا من الحدود السودانية و115 كيلو متر من بلدة بارنتو الأريترية من ناحية الغرب. وقد تعرضت البلدة لهجمات عنيفة وقتال ضار خلال الحروب الأريترية
تسني الموازية لكسلا تشبه فيما تشبه المدن الحدودية التجارية وتكثر في تسني الفنادق الصغيرة والبنسيونات والغرف للمسافرين والبارات والمطاعم، قضينا فيها الليل وسافرنا مع شروق الصباح الباكر
المواصلات العامه و البصات السفرية الأريترية
الثالثة صباح اليوم الثاني عندما استيقظت باكرا وجدت هذا الصف
هكذا يتم الحجز فاذا كنت تريد ثلاثا من التذاكر لابد أن يقابلها من المتاع ثلاث و لا توجد ارقام مقاعد مقترنه مع التذاكر . هنالك نوعان من البصات السفرية :
الفيات و هي تتسم بالقوة
هذا بالاضافة الى البصات السياحية الجديدة التي تم استيرادها مجددا .
سعر التذكرة 110 نقفة أي ما يعادل 11 جنيه سوداني
( ناكفا-اونقفة هي اسم جبل و مدينة كانت مركزاً وبداية لحركة التحرير الارتري سُميت عليها العملة سنة1997م بعد تغيير البر الأثيوبي)
الانطلاق الى أسمرا فيه شيٌ السحر الروحي و الجمال الذي مهما حاولت وصفه لا أستطع نقل الصورة كامله
لكني على يقين اذا زرتم أسمرا مرة ستعودون الى ذات النقطه أو تعدون و تمنون النفس شيئا من ذلك القبيل
رد: رحلتي الى أسمرا و مصوع ( إريتريا ) صور رائعة جدا
بدأت الرحلة من تسني الى أسمرا ( 375 ) كلم ــ تستطيع البصات قطع هذه المسافه خلال عشر ساعات نسبة للمرتفعات التي تصل الى اكثر من 2500 متر فوق سطح البحر
تحركنا نحو أقليم "القاش بركه" Gash Barka ، المُسمى علي اسم نهرين يجريان موسمياً في المنطقة، نهر القاش الذي ينبع من الهضبة في المرتفعات الجنوبية وينتهي بمستنقع في السودان بعد مدينة كسلا ، النهر الثاني هو نهر بركه ، ينبع من الجزء الغربي من الهضبة وينتهي في الساحل الشمالي للسودان منطقة دلتا طوكر . وعلي ذكر الأنهار فهناك في ارتريا نهر ثالث هو نهر "عنسبا" ويقال ان أصل تسميته "عين سبأ !"، يصب في نهر بركة ويعتبر رافدا من روافده. اما نهر "ستيت " الذي يشكل جغرافية الحدود بين أثيوبيا وأرتريا فيمضي الي السودان فيتحول أسمه هناك الي نهر عطبرة .
رد: رحلتي الى أسمرا و مصوع ( إريتريا ) صور رائعة جدا
و من ثم الطبيعة الجبلية الوعرة
مرورا بالمناطق
أَلَبو ـ هيكوتا ـ قونجــا ـ أعدي غشي
و هياكوتا" Haykota هذه هي مقر نصب الشهيد البطل حامد إدريس عواتي الذي بدأ اول عمل عسكري لحركة تحرير ارتريا في العام 1961م ، وقد اقامت له الحكومة الارترية بعد التحرير عام 1994 هذا التمثال هناك تخليداً لذكرى الثورة
رد: رحلتي الى أسمرا و مصوع ( إريتريا ) صور رائعة جدا
لازالت الجبال و الوديان تسامرنا الطريق عبر اقليم القاش بركه
نزلنا في بارينتو Barentou الجميله التي تعتبر العاصمة الإدارية لاقليم قاش بركه
و عرفت هناك ان أقليم قاش بركه يعتبر من أغنى اقاليم ارتريا اثنيا ، فتنوع سكانه الاثني واضح في ازياءهم وجمالياتهم وتفاصيلهم فهناك توجد وتعيش معظم قوميات ارتريا من تقراي ،تقرنجه، وبالين ،ساهو ورشايدة
و غادرنا بارينتو الى مقلو مرورا بمدينة أغوردات
و و بمدينة أغوردات يوجد ضريح السيد جعفر المرغني
غادرنا الأغوردات الى مقلو ــ أتقرني ـــ و أدارتي وصولا الى اقليم عنسبا (( عين سبأ ))
رد: رحلتي الى أسمرا و مصوع ( إريتريا ) صور رائعة جدا
عدد من المساجد لا يستهان به في كرن
طرق منسقة و مدينة تتسم بالجمال و السحر الأبي
تعتبر "كرن" موقع استراتيجي بالنسبة للايطالين في الدفاع وصد الهجوم والعدائيات القادمة من السهول الغربية صوب مرتفعات ارتريا والعاصمة العالية اسمرا وتشكل جبال كرن حصن طبيعي منيع ضد الغزوات الكبيرة والصغيرة معاً، فهم الايطاليين هذه الطبيعة وبنوا فيها قاعدة لطيرانهم هناك في سنة 1930م ، مما ساعدهم علي الغزو الثاني لاثيوبيا 1935م بعد فشلهم الاول في معرك" عدوه" اضافة الي ذلك فان كرن مربوطة باسمرا بطريق اسفلت حديث وممتاز مما يسهل الاتصال بها .
علي أيام الحرب العالمية الثانية كانت لايطاليا الفاشية خطة توسعية بالهجوم علي المستعمرات البريطانية في السودان ، فأدرك البريطانيون خطورة الوضع علي السودان وعلي امن مصر معاً . وفي عام 1940م قام الايطالين بشن هجوم قوي وبالاستيلاء علي كسلا وسيطروا علي المدينة وكلفوا اكثر من خمسمية قتيل من الضحايا ووصلت قواتهم حتي قلابات ودخلوا الكرمك وقيسان في النيل الأزرق الحدود مع أثيوبيا. بعدها بعام تقريبا نظمت بريطانيا قواتها واستنفرت الكومنويلس لاستعادة كسلا وازاحة الخطر الايطالي بل وبخطة دحره من شرق افريقا عموم . وقدموا وعودات قوية لقوات دفاع السودان بانها لو اشتركت معهم في الحرب ضد ايطاليا سيمنحونهم استقلالهم ، علي اثر الاتفاق تحركت معظم وحدات قوة دفاع السودان مع البريطانيين للحرب ضد ايطاليا ، واستعادوا كسلا وانسحب الايطاليون عن كسلا ودخلت القوات البريطانية مع قوات دفاع السودان كسلا وقامت بمطارة الايطاليين حتي انهم تمكنوا من السيطرة علي سبدرات وتسني ، تراجع الايطاليين حتي اقوردات في محاولة لتنظيم صفوفهم ولكن لم يجدي الأمر . في فبراير 1941 قامت قوات التحالف بهجوم مضاد علي الايطاليين مما اضطرهم للتراجع نحو كرن ، كحصن طبيعي صعب . وتحصنوا هناك بالرشاشات والمدافع الثقيلة لحمايتها من قوات الكومنويلس المكونة من ( الانجليز والهنود ومن جنوب افريقيا وقوات دفاع السودان وجنود من شرق وغرب افريقيا). لم ينجح الهجوم الاول علي كرن ولا الثاني لفترة ثلاثة اشهر ظلت ايطاليا تقاوم ، الا ان فتحت قوات دفاع السودان طريقا بين جبال كرن يُسمى الأن تنكولحس ، اي بمعني الايطالي اتلحس . ودخلوا كرن بينين في مارس 1941م وتراجع الايطاليين الي اسمرا . وتوثق الادراة البريطانية العسكرية معركة كرن علي انها لاتقل عن معركة ستلينغراد بل وانها اقوي المعارك الحربية في افريقيا عموم .
كرن Keren وهي كلمة معناها الحجر في لغة "البلين " ، فالمدينة كلها محاطة بالجبال والصخور الجبلية ، ولسكانها علاقة روحية قوية بالسودان والسودانيين فهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن السودان وله مكانه ومعزة خاصة في نفوسهم ، حتي ان هناك حي سكني يُسمى حلة سودان ، يسكن فيه ارتريين من اصول سودانية جاءوا بغرض التجارة وبدأو زراعة المحاصيل واستقروا هناك ربما ماقبل الحرب العالمية وربما ايضاً الذين لم يعودوا من قوة دفاع السودان وطابت لهم كرن .