تقرير كامل عن معبد الكرنك ( صور رائعة جدا)
المدخل الرئيسى لمعبد الكرنك ويظهر فى الصورة "طريق الكباش" ثم الصرح الأول للمعبد.
جولة فى معبد الكرنك الذى يعد أضخم دار للعبادة فى العالم
الكرنك هو أعظم معابد الدنيا! وكيف لا يكون كذلك وأعمال التشييد فيه لم تنقطع على مدى أكثر من ألفى سنة! إنه موقع متشعب ومعقد، وبه ثروة أثرية ضخمة…
بدأ إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م)، ولم يكن المعبد وقتها على هذا المستوى من الفخامة .. وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك "توت عنخ آمون" والملك "رمسيس الثانى"، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة. وكان كل ملك يُضيف جديداً إلى المعبد .. وذلك تقرباً إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
إن معبد الكرنك يضم مجموعة معمارية ضخمة، وسنبدأ الحديث عن أكبر معابد تلك المجموعة وهو معبد "آمون رع" الكبير.
معبد "آمون رع" الكبير
يتألف المعبد من محراب يقع فى أقصى الناحية الشرقية. وقد أُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله "آمون" وعائلته. ويعرف هذا المكان "بقدس الأقداس" الذى كان الظلام يلفه! ثم يتبعه بعد ذلك فناء مكشوف يغمره ضوء النهار، ثم ينتهى هذا الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجيه. وكان المقصود أن يكون الصرح هو الواجهة النهائية للمعبد، ولكن الملوك المختلفين الذين تعاقبوا بعد ذلك أخذوا يضيفون إليه أفنية أخرى فى اتجاه الغرب. وينتهى كل منها بصرح، حتى أصبح للمعبد عشرة صروح!
ولما لم يكن الفضاء الغربى كافياً، فقد اتجه الملوك فى منتصف الأسرة الثامنة عشرة، وهى أكبر أسرة قامت بالإنشاءات فى الكرنك، اتجهوا إلى بناء الأفنية والصروح ناحية الجنوب على محور جديد متباعد عن المحور الأول للمعبد، ولكن سرعان ما اتخذت المبانى من جديد الطريق الأول .. أى ناحية الغرب، وذلك فى عصر ملوك الأسرة التاسعة عشرة وما بعدها.
وهكذا تضخمت مجموعة مبانى هذا المعبد، واتخذت شكلاً نهائياً يشبه حرف Tفى اللغة الإنجليزية، ولكنه موضوع بشكل مائل على أحد جانبيه أى هكذا
وتُحدد هذا الحرف عشرة صروح، كما يحتوى على عدد غير قليل من الأفنية والأبهاء (جمع بهو). وأمام المعبد توجد ساحة عظيمة، وفيها نرى منصة مرتفعة فى الوسط، وهى التى كانت مرسى للسفن الخاصة بالمعبد فى يوم من الأيام، حيث كان النيل يجرى فيما مضى بالقرب منها.
لقطة تبين الكباش من قريب.
وقد أقام الملك "سيتى الأول" مسلّتين عليها .. لا تزال إحداهما باقية فى مكانها، ويمتد منها إلى واجهة الصرح صفان من التماثيل التى أقامها "رمسيس الثانى" على هيئة "أبو الهول"، لكل منه رأس كبش وجسم أسد. ويلاحظ أن تحت ذقن كل منها تمثالاً للملك نفسه. وهذا الطريق هو الذى يسمونه "طريق الكِباش". ويلاحظ أيضاً أن معظم الإنشاءات قد تمت فى عهد الأسرة الثامنة عشرة، وفى عهد الملكين "أمنحوتب الثانى"، و"أمنحوتب الثالث" بالذات. ولكن أُدخلت عليها تعديلات وتوسعات فى عهد الأسرة التاسعة عشرة، وفى عهد الملك "رمسيس الثانى" بالتحديد.
أحد الكباش وهى التماثيل التى أقامها "رمسيس الثانى" على هيئة "أبو الهول"، لكل منه رأس كبش وجسم أسد. ويلاحظ أن تحت ذقن كل منها تمثالاً للملك نفسه.
نعود إلى الحديث عن الصرح الذى فى معبد "آمون رع". إنه الصرح الأول للمعبد. وهو من عمل الأسرة الثانية والعشرين، ولكنه لم يُكمل إلى الآن! ويقع بين برجى هذا الصرح مدخل المعبد الذى يوصل ويؤدى إلى الفناء الأول. وهو الذى يسمونه "فناء البوبسطيين" Bubastites .. نسبة إلى ملوك "تل بسطة" .. وهو فناء واسع يضمه من الجانبين صفٌ من الأعمدة على هيئة نبات البردى. وكان يتوسطه فيما مضى "جوسق طهارقة" الذى كان يتكون من عشرة أعمدة رشيقة أقامها الملك "طهارقة" من الأسرة الخامسة والعشرين، ولا يزال أحد الأعمدة قائماً فى مكانه.
أحد الأعمدة التى كانت تُكون "جوسق طهارقة" Kiosk of Taharka.
كما توجد فى الزاوية الشمالية الغربية من هذا الفناء ثلاث مقاصير، أُعدت لإيواء السفن المقدسة الخاصة بثالوث "طيبة"، بناها الملك "سيتى الأول" من ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقد زُينت جدران هذه المقاصير بنقوش بارزة تمثل السفن المقدسة.
معبد "رمسيس الثالث" بالكرنك
معبد "رمسيس الثالث" من الخارج.
إذا نظرنا إلى الواجهة الجنوبية من الفناء الذى كنا نتحدث عنه، سوف نجد معبداً جميلاً أقامه "رمسيس الثالث" لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل. فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج. ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك (جمع باكية) شرقاً وغرباً. ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة "أوزوريس"، والجدران مزخرفة بالنقوش التى تمثل الملك فى أوضاع مختلفة أمام "الإله آمون"، ثم يلى ذلك دهليز به صفان من الأعمدة .. الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل "أوزيرية" على نمط تماثيل الفناء، والصف الثانى يتكون من أربعة أعمدة على هيئة نبات البردى. ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذى يؤدى بدوره إلى المقاصير الثلاث الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالوث "طيبة". وإلى جوارها توجد عدة غرف مظلمة كانت مستعملة لحاجيات العبادة.
فناء المعبد الكبير والصرح الثانى
معبد "آمون" بالكرنك.
وفى فناء المعبد الكبير نشاهد بوابة عظيمة فى الزاوية الجنوبية الشرقية للفناء اسمها بوابة "شاشانق". وهناك أكثر من "شاشانق" أو "شيشونك" Sheshonk .. الأول، والثانى، وهكذا .. حكموا مصر فى الأسرة الثانية والعشرين وهم من أصل ليبى. لكنهم حكموا مصر، وحاربوا باسم مصر خارج حدودها، وتلقبوا بلقب "فرعون". وقد أحاط "شاشانق الأول" الساحة برواقين. وهذه الساحة ستصبح بعد ذلك الصرح الأول. ولقد تحكم فى المعبد بإقامة بوابة والأهم من ذلك أنه ناحية الشرق نجد الصرح الثانى الذى أقامه الملك "رمسيس الأول".
الصرح الثانى.
وللأسف تساقطت معظم أحجار هذا المعبد، ولم يبق إلا الجزء الأوسط الذى يزينه ملوك البطالمة بصورهم وأسمائهم.
أحد تماثيل الملك "رمسيس الثانى".
وكان هناك تمثالان عظيمان يزينان واجهة هذا الصرح للملك "رمسيس الثانى" وهو واقف. ولم يتبق إلا التمثال الأيمن، أما التمثال الأيسر فلم يبق منه إلا ساقاه. ويلى ذلك الصرح بهو الأعمدة الذى تتجلى فيه صورة ما وصل إليه فن المعمار فى بلادنا المصرية من الرقى والعظمة .. إنه أشبه بغابة من الأعمدة التى تمثل نبات البردى، وتغطى مساحة من الأرض قدرها ستة آلاف متر مربع.
ويحتوى على 134 عمود قطر كل منها 3,37 متراً، وارتفاع الأعمدة الجانبية 13 متراً أما ارتفاع الأعمدة الوسطى فحوالى 21 متراً، والأعمدة كلها على هيئة سيقان البردى. وتعلو الأعمدة المرتفعة منها تيجان على شكل أزهار البردى المتفتحة. وقيل عن سعة التاج إنه يتسع لوقوف أكثر من عشرة أفراد فوقه! أما الأعمدة القصيرة فتيجانها على هيئة البراعم المقفلة لزهور البردى أيضاً.
لقطة للأعمدة فى معبد الكرنك.
وكانت تلك القاعة مسقوفة بكتل ضخمة من الأحجار. ولا يزال بعضها فى مكانه. أما النقوش التى على تلك الأعمدة، وعلى الجدران التى وراءها فهى فى غاية الروعة والجمال. وما تزال بعض ألوانها زاهية، وهى تمثل الملك "سيتى"، وابنه "رمسيس الثانى"، وهما يقدمان القرابين للآلهة المختلفة. أما المناظر المحفورة على جدران هذا البهو من الخارج – ويمكن الوصول إليها بالخروج من أحد الأبواب الجانبية – فهى صور تمثل كلا من الملك "سيتى"، وابنه "رمسيس الثانى" فى حروبهما المختلفة مع أعداء مصر من الحيثيين، والليبيين.
بهو الأعمدة الكبير بمعبد الكرنك The Great Hypostyle Hall of Karnak Temple، بدأ تشييده فى عهد الملك "سيتى الأول" (حوالى 1290-1279 ق.م) وتم الانتهاء من بنائه فى عهد ابنه الملك "رمسيس الثانى" (حوالى 1279-1213 ق.م).
صرح "أمنحوتب الثالث"
إنه الصرح الثالث فى هذا الاتجاه .. وللأسف لم يبق منه إلا بعض الأنقاض. وكما ترى فى الساحة الخالية توجد مسلة الملك "تحتمس الأول". ويبلغ ارتفاعها 21,65 متراً، وهى إحدى أربع مسلات مصنوعة من الجرانيت. وكانت اثنتان من هذه المسلات – لهذا الملك – قائمتين فى تلك المنطقة، وكذلك اثنتان للملك "تحتمس الثالث". ولم يبق قائماً من تلك المسلات سوى هذه.
مسلة الملك "تحتمس الأول".
وإلى الجنوب من هذه الساحة يوجد طريق متفرع إلى الصروح الأربعة التى تُكوِّن المحور الجنوبى للمعبد، وبجانبها "البحيرة المقدسة".
الصرح الرابع
الملك "تحتمس الأول".
وهو الذى شيده "تحتمس الأول". وقد سقطت معظم أجزائه .. وعندما ينظر الناظر للبهو الأول، سوف يجد هذا البهو عبارة عن قاعة مستطيلة يقسمها المدخل إلى قسمين .. وقد كان هناك أعمدة من عصر "تحتمس الأول" تتوسط هذين القسمين، كما كان يستند إلى جدران الأعمدة تماثيل لهذا الملك على هيئة "أوزير".
لقطة للمسلة الجرانيتية الباقية للملكة "حتشبسوت".
وقد أقامت الملكة "حتشبسوت" على جانبى مدخل هذه القاعة مسلّتين عظيمتين. لا تزال إحداهما قائمة فى مكانها. وهى مصنوعة من الجرانيت الوردى المجلوب من أسوان، ويبلغ ارتفاعها 32 متراً، بينما يبلغ وزنها حوالى ثلاثمائة طن! أما المسلة الأخرى فقد سقطت ولا تزال قاعدتها فى مكانها.
لقطة للمسلة الأخرى الراقدة للملكة "حتشبسوت".
الصرح الخامس
يلى هذا البهو الصرح الخامس الذى شيده "تحتمس الأول" أيضاً. وهو أصغر من الصروح الأخرى من ناحية الحجم .. ومازال أمامه تمثال من الجرانيت الأسود للملك "تحتمس الثالث". وهذا الصرح يؤدى إلى البهو الثانى "لتحتمس الأول" وهو يشبه البهو السابق إلا أنه أصغر منه. وقد نقش على جداريه الشمالى، والجنوبى قوائم بأسماء البلاد، والقبائل التى غزاها "تحتمس الثالث" خارج مصر.
وينقسم مدخل هذا البهو إلى قسمين يتوسط كلاً منهما أعمدةٌ على هيئة حزمة من نبات البردى، جدرانها محلاة بتماثيل على هيئة "أوزير"، وعلى جانب الباب أقام "تحتمس الثالث" مقصورتين، نُصِب من وراء أحدهما تمثالٌ ضخم من الجرانيت الأحمر للملك "أمنحتب الثانى".
الصرح السادس
المدخل الرئيسى لمعبد الكرنك ويظهر فى الصورة "طريق الكباش" ثم الصرح الأول للمعبد.
جولة فى معبد الكرنك الذى يعد أضخم دار للعبادة فى العالم
الكرنك هو أعظم معابد الدنيا! وكيف لا يكون كذلك وأعمال التشييد فيه لم تنقطع على مدى أكثر من ألفى سنة! إنه موقع متشعب ومعقد، وبه ثروة أثرية ضخمة…
بدأ إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م)، ولم يكن المعبد وقتها على هذا المستوى من الفخامة .. وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك "توت عنخ آمون" والملك "رمسيس الثانى"، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة. وكان كل ملك يُضيف جديداً إلى المعبد .. وذلك تقرباً إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
إن معبد الكرنك يضم مجموعة معمارية ضخمة، وسنبدأ الحديث عن أكبر معابد تلك المجموعة وهو معبد "آمون رع" الكبير.
معبد "آمون رع" الكبير
يتألف المعبد من محراب يقع فى أقصى الناحية الشرقية. وقد أُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله "آمون" وعائلته. ويعرف هذا المكان "بقدس الأقداس" الذى كان الظلام يلفه! ثم يتبعه بعد ذلك فناء مكشوف يغمره ضوء النهار، ثم ينتهى هذا الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجيه. وكان المقصود أن يكون الصرح هو الواجهة النهائية للمعبد، ولكن الملوك المختلفين الذين تعاقبوا بعد ذلك أخذوا يضيفون إليه أفنية أخرى فى اتجاه الغرب. وينتهى كل منها بصرح، حتى أصبح للمعبد عشرة صروح!
ولما لم يكن الفضاء الغربى كافياً، فقد اتجه الملوك فى منتصف الأسرة الثامنة عشرة، وهى أكبر أسرة قامت بالإنشاءات فى الكرنك، اتجهوا إلى بناء الأفنية والصروح ناحية الجنوب على محور جديد متباعد عن المحور الأول للمعبد، ولكن سرعان ما اتخذت المبانى من جديد الطريق الأول .. أى ناحية الغرب، وذلك فى عصر ملوك الأسرة التاسعة عشرة وما بعدها.
وهكذا تضخمت مجموعة مبانى هذا المعبد، واتخذت شكلاً نهائياً يشبه حرف Tفى اللغة الإنجليزية، ولكنه موضوع بشكل مائل على أحد جانبيه أى هكذا
لقطة تبين الكباش من قريب.
وقد أقام الملك "سيتى الأول" مسلّتين عليها .. لا تزال إحداهما باقية فى مكانها، ويمتد منها إلى واجهة الصرح صفان من التماثيل التى أقامها "رمسيس الثانى" على هيئة "أبو الهول"، لكل منه رأس كبش وجسم أسد. ويلاحظ أن تحت ذقن كل منها تمثالاً للملك نفسه. وهذا الطريق هو الذى يسمونه "طريق الكِباش". ويلاحظ أيضاً أن معظم الإنشاءات قد تمت فى عهد الأسرة الثامنة عشرة، وفى عهد الملكين "أمنحوتب الثانى"، و"أمنحوتب الثالث" بالذات. ولكن أُدخلت عليها تعديلات وتوسعات فى عهد الأسرة التاسعة عشرة، وفى عهد الملك "رمسيس الثانى" بالتحديد.
أحد الكباش وهى التماثيل التى أقامها "رمسيس الثانى" على هيئة "أبو الهول"، لكل منه رأس كبش وجسم أسد. ويلاحظ أن تحت ذقن كل منها تمثالاً للملك نفسه.
نعود إلى الحديث عن الصرح الذى فى معبد "آمون رع". إنه الصرح الأول للمعبد. وهو من عمل الأسرة الثانية والعشرين، ولكنه لم يُكمل إلى الآن! ويقع بين برجى هذا الصرح مدخل المعبد الذى يوصل ويؤدى إلى الفناء الأول. وهو الذى يسمونه "فناء البوبسطيين" Bubastites .. نسبة إلى ملوك "تل بسطة" .. وهو فناء واسع يضمه من الجانبين صفٌ من الأعمدة على هيئة نبات البردى. وكان يتوسطه فيما مضى "جوسق طهارقة" الذى كان يتكون من عشرة أعمدة رشيقة أقامها الملك "طهارقة" من الأسرة الخامسة والعشرين، ولا يزال أحد الأعمدة قائماً فى مكانه.
أحد الأعمدة التى كانت تُكون "جوسق طهارقة" Kiosk of Taharka.
كما توجد فى الزاوية الشمالية الغربية من هذا الفناء ثلاث مقاصير، أُعدت لإيواء السفن المقدسة الخاصة بثالوث "طيبة"، بناها الملك "سيتى الأول" من ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقد زُينت جدران هذه المقاصير بنقوش بارزة تمثل السفن المقدسة.
معبد "رمسيس الثالث" بالكرنك
معبد "رمسيس الثالث" من الخارج.
إذا نظرنا إلى الواجهة الجنوبية من الفناء الذى كنا نتحدث عنه، سوف نجد معبداً جميلاً أقامه "رمسيس الثالث" لإيواء السفن المقدسة ويعتبر هذا المعبد نموذجاً للمعبد المصرى الكامل. فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج. ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذى تحده البوائك (جمع باكية) شرقاً وغرباً. ويبدو الملك على الأعمدة فى هيئة "أوزوريس"، والجدران مزخرفة بالنقوش التى تمثل الملك فى أوضاع مختلفة أمام "الإله آمون"، ثم يلى ذلك دهليز به صفان من الأعمدة .. الأول منها يتكون من أعمدة تلتصق بها تماثيل "أوزيرية" على نمط تماثيل الفناء، والصف الثانى يتكون من أربعة أعمدة على هيئة نبات البردى. ويقودنا هذا الدهليز إلى بهو الأعمدة الذى يؤدى بدوره إلى المقاصير الثلاث الخاصة بإيواء السفن المقدسة لثالوث "طيبة". وإلى جوارها توجد عدة غرف مظلمة كانت مستعملة لحاجيات العبادة.
فناء المعبد الكبير والصرح الثانى
معبد "آمون" بالكرنك.
وفى فناء المعبد الكبير نشاهد بوابة عظيمة فى الزاوية الجنوبية الشرقية للفناء اسمها بوابة "شاشانق". وهناك أكثر من "شاشانق" أو "شيشونك" Sheshonk .. الأول، والثانى، وهكذا .. حكموا مصر فى الأسرة الثانية والعشرين وهم من أصل ليبى. لكنهم حكموا مصر، وحاربوا باسم مصر خارج حدودها، وتلقبوا بلقب "فرعون". وقد أحاط "شاشانق الأول" الساحة برواقين. وهذه الساحة ستصبح بعد ذلك الصرح الأول. ولقد تحكم فى المعبد بإقامة بوابة والأهم من ذلك أنه ناحية الشرق نجد الصرح الثانى الذى أقامه الملك "رمسيس الأول".
الصرح الثانى.
وللأسف تساقطت معظم أحجار هذا المعبد، ولم يبق إلا الجزء الأوسط الذى يزينه ملوك البطالمة بصورهم وأسمائهم.
أحد تماثيل الملك "رمسيس الثانى".
وكان هناك تمثالان عظيمان يزينان واجهة هذا الصرح للملك "رمسيس الثانى" وهو واقف. ولم يتبق إلا التمثال الأيمن، أما التمثال الأيسر فلم يبق منه إلا ساقاه. ويلى ذلك الصرح بهو الأعمدة الذى تتجلى فيه صورة ما وصل إليه فن المعمار فى بلادنا المصرية من الرقى والعظمة .. إنه أشبه بغابة من الأعمدة التى تمثل نبات البردى، وتغطى مساحة من الأرض قدرها ستة آلاف متر مربع.
ويحتوى على 134 عمود قطر كل منها 3,37 متراً، وارتفاع الأعمدة الجانبية 13 متراً أما ارتفاع الأعمدة الوسطى فحوالى 21 متراً، والأعمدة كلها على هيئة سيقان البردى. وتعلو الأعمدة المرتفعة منها تيجان على شكل أزهار البردى المتفتحة. وقيل عن سعة التاج إنه يتسع لوقوف أكثر من عشرة أفراد فوقه! أما الأعمدة القصيرة فتيجانها على هيئة البراعم المقفلة لزهور البردى أيضاً.
لقطة للأعمدة فى معبد الكرنك.
وكانت تلك القاعة مسقوفة بكتل ضخمة من الأحجار. ولا يزال بعضها فى مكانه. أما النقوش التى على تلك الأعمدة، وعلى الجدران التى وراءها فهى فى غاية الروعة والجمال. وما تزال بعض ألوانها زاهية، وهى تمثل الملك "سيتى"، وابنه "رمسيس الثانى"، وهما يقدمان القرابين للآلهة المختلفة. أما المناظر المحفورة على جدران هذا البهو من الخارج – ويمكن الوصول إليها بالخروج من أحد الأبواب الجانبية – فهى صور تمثل كلا من الملك "سيتى"، وابنه "رمسيس الثانى" فى حروبهما المختلفة مع أعداء مصر من الحيثيين، والليبيين.
بهو الأعمدة الكبير بمعبد الكرنك The Great Hypostyle Hall of Karnak Temple، بدأ تشييده فى عهد الملك "سيتى الأول" (حوالى 1290-1279 ق.م) وتم الانتهاء من بنائه فى عهد ابنه الملك "رمسيس الثانى" (حوالى 1279-1213 ق.م).
صرح "أمنحوتب الثالث"
إنه الصرح الثالث فى هذا الاتجاه .. وللأسف لم يبق منه إلا بعض الأنقاض. وكما ترى فى الساحة الخالية توجد مسلة الملك "تحتمس الأول". ويبلغ ارتفاعها 21,65 متراً، وهى إحدى أربع مسلات مصنوعة من الجرانيت. وكانت اثنتان من هذه المسلات – لهذا الملك – قائمتين فى تلك المنطقة، وكذلك اثنتان للملك "تحتمس الثالث". ولم يبق قائماً من تلك المسلات سوى هذه.
مسلة الملك "تحتمس الأول".
وإلى الجنوب من هذه الساحة يوجد طريق متفرع إلى الصروح الأربعة التى تُكوِّن المحور الجنوبى للمعبد، وبجانبها "البحيرة المقدسة".
الصرح الرابع
الملك "تحتمس الأول".
وهو الذى شيده "تحتمس الأول". وقد سقطت معظم أجزائه .. وعندما ينظر الناظر للبهو الأول، سوف يجد هذا البهو عبارة عن قاعة مستطيلة يقسمها المدخل إلى قسمين .. وقد كان هناك أعمدة من عصر "تحتمس الأول" تتوسط هذين القسمين، كما كان يستند إلى جدران الأعمدة تماثيل لهذا الملك على هيئة "أوزير".
لقطة للمسلة الجرانيتية الباقية للملكة "حتشبسوت".
وقد أقامت الملكة "حتشبسوت" على جانبى مدخل هذه القاعة مسلّتين عظيمتين. لا تزال إحداهما قائمة فى مكانها. وهى مصنوعة من الجرانيت الوردى المجلوب من أسوان، ويبلغ ارتفاعها 32 متراً، بينما يبلغ وزنها حوالى ثلاثمائة طن! أما المسلة الأخرى فقد سقطت ولا تزال قاعدتها فى مكانها.
لقطة للمسلة الأخرى الراقدة للملكة "حتشبسوت".
الصرح الخامس
يلى هذا البهو الصرح الخامس الذى شيده "تحتمس الأول" أيضاً. وهو أصغر من الصروح الأخرى من ناحية الحجم .. ومازال أمامه تمثال من الجرانيت الأسود للملك "تحتمس الثالث". وهذا الصرح يؤدى إلى البهو الثانى "لتحتمس الأول" وهو يشبه البهو السابق إلا أنه أصغر منه. وقد نقش على جداريه الشمالى، والجنوبى قوائم بأسماء البلاد، والقبائل التى غزاها "تحتمس الثالث" خارج مصر.
وينقسم مدخل هذا البهو إلى قسمين يتوسط كلاً منهما أعمدةٌ على هيئة حزمة من نبات البردى، جدرانها محلاة بتماثيل على هيئة "أوزير"، وعلى جانب الباب أقام "تحتمس الثالث" مقصورتين، نُصِب من وراء أحدهما تمثالٌ ضخم من الجرانيت الأحمر للملك "أمنحتب الثانى".
الصرح السادس