اكتشاف مواقع الحرب العالمية الثانية في مدينة صباح
صورة: تيرينس كارتر.
صورة: تيرينس كارتر
ها أنذا، أقف تحت اشعة الشمس الحارقة و الجو الرطب و قميصي ملتصقٌ بظهري، على الرغم من حقيقة أني أقف في الظل. و رغم اننا ما زلنا في وقت الصباح حتى الآن إلا ان الرطوبة عالية في حديقة سانداكان ميموريال و التي تقع في منطقة صباح في بورنيو الماليزية.
لقد انضممت إلى مجموعة تتألف من نحو 60 شخصاً، معظمهم من الاستراليين من سفينة أوريون السياحية، و التي رست في سانداكان لهذا اليوم. تضع امرأتان استراليتان اكليلا من الزهور على قاعدة النصب التذكاري الرخامي الأسود، بينما تقف امرأتان ثانيتان متشابكتا الأيدي دامعتا الأعين.
تنحدر النساء ينحدرون من الرجال الأستراليين الستة الذين نجوا من حادثة الموت المروعة سانداكان ديث مارتشيزو التي مات فيها 2400 من سجناء أسرى الحرب (بي أو دبليو) الاستراليين والبريطانيين بين يناير وأغسطس عام 1945، وانهم هنا، جنبا إلى جنب مع بقية المجموعة، لتقديم تعازيهم..
ومن المعروف بين معظم المسافرين أن صباح وجهةٌ استوائية فريدةٌ من نوعها، تعج بالحياة البرية وتضم بعضا من أفضل الغواصين و الغطاسين و ممارسي رياضة المشي في العالم. ومع ذلك، فهي- أيضاً- موقع لبعض أبشع الفظائع التي ارتكبت ضد أسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية.
يتميز المنتزه بالأشجار الشامخة و التي لمحت من خلالها السناجب وهي تقفز من غصنٍ إلى آخر، و هو الموقع الأصلي لسجن سانداكان في معسكر الحرب حيث جُلب الاسرى البريطانيون و الأستراليون اليه من قبل اليابانيين بعد سقوط ماليزيا في فبراير عام 1942 لبناء مدرجٍ للطائرات.
و تم نقل نحو 300 آخرين الى مخيمات أخرى، و تعرض الباقون لأكثر الظرف وحشية. تضورالمرضى والضعاف من الجوع و أجبروا على العمل فوق طاقتهم ، و أما أولئك الذين يعانون من القرحة الاستوائية والملاريا فقد أجبروا و على مدى ثلاث فترات مريعة على المشي طويلاً من سانداكان إلى ريناو لمسافة تصل إلى 250كم. و للأسف ، فقد ماتوا أو قتلوا في ظروف مروعة في أغلب الأحيان خلال رحلة وصولهم أوعند وصولهم. و رغم هذا فقد نجح ستة رجالل استراليين في البقاء على قيد الحياة، بعد هروبهم إلى الغابة بمساعدة السكان المحليين.
يزور الآلاف من الاستراليين والبريطانيين هذه المواقع سنوياً و يصطحبون معهم كبار السن الأستراليين و الذين تربطهم الذكريات بالأحداث المأساوية التي حدثت هنا. فإذا كنت مسافرا في بورنيو، وتود أن تقدم تعازيك الخاصة، فإليك أهم المواقع التي يجب عليك زيارتها في صباح:
حديقة سانداكان ميموريال
من الجيد أن تبدأ زيارتك بقراءة لوحات العرض في متحف فريدٍ من نوعه على الرغم من صغره ويقع في جناح الأعمال الخشبية التقليدية في وسط الحديقة، و سوف تتسنى لك فرصة الحصول على فهم حقيقي لما مر به 2400 من الجنود الإستراليين و البريطانيين في هذه الغابات. تكشف الصور غير الملونة والشهادات كم كان الوضع مختلفا عندما تم سجنهم هنا في السنوات الأخيرة من الحرب.
نصب الحرب التذكاري لابوان
لا يمكن أن يكون أي شخصٍ مستعداً لمشاهدة هذا الامتداد الهائل من المروج الممتلئة بشواهد قبور رخامية متراصة، حُفر عليها رسائل مؤثرةٍ للغاية. و يوجد هناك ما يقارب ال 4000 من قبور الجنود. تقع جالان تانجونج بورون على بعد 2كم من شرق المدينة، باولا لابون.
نصب الحرب التذكاري كوندسانج
تكرم هذه الحدائق أسرى الحرب الاستراليين والانجليز الذين توفوا هنا في نهاية أحداث الموت المروعة ( دسث مارتشيز). تحمي هذه الحديقة جدران عالية، و ستجد أن كل حديقة مختلفة تماما عن الأخرى، حيث ستجد أن الحديقة الأسترالية كبيرةٌ مترامية الأطراف ممتلئةٌ بالزهزر، على غرار نموذج حدائق الضواحي، وأما الحديقة الأخرى فهي حديقة الكوخ البريطانية. إن الزوار مدعوون لمشاهدة فيلم أسترالي وثائقي مؤثرة في غرفةٍ مكيفة، و يأتي ذلك بعد رحلة تأخذ الزوار على نفس مسار مجموعة من الأستراليين – بما فيهم الجنود الصغار- في رحلتهم الأخيرة. و تمتلك الصور و المقالات وغيرها من وسائل العرض نفس درجة التأثير. يوجد هناك قوائم بأسماء الأشخاص الذين ماتوا على مسيرات إفي مكان ثالث في ظل العريشة الطويلة، مع إطلالة رائعة على جبل كينابالو. تشيرتقارير مختلفة إلى كره الجنود الذين وصلوا لجبل كينابالو، و الذي علق في أذهانهم وكان يمثل لهم شيئاً مختلفاً تماماً عما يمثله اليوم. يقع على الخط السريع كي كي راناو، قرب تقاطع منتجع طبيعة ميزيلو، ريناو.
