حوار في الصلاة

بسملة

الشركة العربية للسياحة
إنضم
18 مارس 2012
المشاركات
907
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
حوار في الصلاة

كيف كانت الصلاة تؤثر في الرعيل الأول من المسلمين فتهذب سلوكهم وتغذي إيمانهم بينما لم تؤدي مفعولها في اغلبية المسلمين اليوم !!
قلت: كان المسلمين في صدر الأسلام يعتبرون الصلاة عصب حياتهم ويقبلون عليها أشد من أقبالهم على الأكل والشرب .فالصلاة عندهم من مكملات حياتهم وحاجتهم إليها كحاجتهم إلى الماء والهواء , قال لي الصديق : إذن كانت الصلاة عندهم مهمة للغاية وكانو وهو يصلون يربطون الغيب بالمشاهد الأرض والسماء .
قلت : نعم كانو وهم يستعدون لصلاة يتهيئون لعملية الأنطلاق العلوي بأرواحهم ومشاعرهم ويستمدون النور الإلهي من عالم النور فتجدهم وهم يصلون يرتفعون عن جاذبية الحياة الى مصاف الملائكة الاطهار , فيعشون وقت الصلاة في لذة المناجاة وسعادة الاتصال بعالم القدس ولو كشف الحجاب لشخص ينظر إلى المصلين منهم لشاهد الأنوار متصلة بين الأرض والسماء . إن الصلاة عندهم عملية لها طابع خاص . إنها موعد الزيارة للحبيب .. لقد فهمو المدلول العميق لعبارة ( إن احدكم إذا صلى يناجي ربه) (1) . ولمسوا بل وتذوقوا لحديث القدسي الشريف ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) (2) تذوقوا وتغلغل في دمائهم وفهموا بتعمق قوله صلى الله علية وسلم :وأرحنا بها يا بلال (3) . إنهم كانوا يفرون للصلاة تخلصا من هموم الحياة ويقبلون على المساجد بالصلوات المكتوبة وعلى محاربهم الخاصة في صلاة التطوع إقبالا اشد من أقبال الظمأ على الماء البارد .. كانوا يصلون فيستمطرون الرحمات ويخرجون من الصلاة مبللين بالغيث النوراني , وهكذا كانت الحياة بالنسبة لهم صافية عذبة إلى ان لاقوا ربهم .
قال : إذن لا غرابة أن يكون مجتمعهم فاضلا وعصرهم قد احتوى على اكمالات التي نتفيأ ظلالها حتى اليوم , قلت : نعم , لا غرابة أن يكون ذلك بل الغرابة ان لو لم يكن الامر كذلك ,فأمه متعلقة بخالقها ومعبودها ذلك التعلق لا يمكن ان تضام أو تخذل , أنها جاءت لتؤدي مهمتها في هذه الحياة بأتقان بارع وصدق وإخلاص فكانت الأمة الأسلامية أمة ذات وزن وثقل لم تصل إليه أمة من الأمم على مدى التاريخ .. أن تعلقهم بالله وأرتباطهم به كان السبب الأول في عزهم ورفعتهم . قال الصديق هل المد الإسلامي والإنتصارات الساحقة في الشرق والغرب والإطاحة بالأعداء كانت كلها بسبب إقامة المسلمين للصلاة ؟ قلت : نعم . وإن الأمر لا يحتاج إلى توضيح .
فالمسلمون أيام عزهم ورفعتهم حققوا كل شيئ وأوغلوا بجيوشهم وفتوحاتهم أقاصي الأرض في حين أنهم ما كانو يملكون الدبابة ولا النفاثة ولا الصاروخ لكنهم كانو يملكون سلاح السلاح هوا الإيمان . وهو الحب والطاعة لله . ولذة الصلاة التي كانو يقيمونها ويحافظون عليها ويتمتعون بلذة المناجاة أثناءها كانت الرافعة التي رفعتهم والكهربية الإيمانية التي دفقت في عروقهم شحنات متتالية من القوة والعطاء فاصبح الرجل منهم كعشرة رجال ممن سواهم .
المسلمون المصلون قوم يستمدون القوة من مصدرها ويستمطرون الرحمة من خزائنها ويحصلون على الكرامات من موهب النعم وخالق الكون , فهم متصلون تماما بذي العرش ولن تستطيع قوة في الأرض مهما بلغت أن تخذلهم أو تغلبهم . قال محدثي : هذا هو الحق ..فبالصلاة يستعيد المسلمون أمجادهم . وبالصلاة تصفو النفوس .
(1) رواه البخاري عن أنس بن مالك
(2) رواه مسلم عن ابي هريرة
(3) رواه الأمام احمد في مسنده
 
جزاك الله كل خير، ورفع قدرك، ونفع بك .
 
أعلى