قصة حب للبوسنة

دعاءء

:: مسافر ::
إنضم
3 ديسمبر 2018
المشاركات
994
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
العمر
40
fdg.jpg






لكل من وصل إلى هذه الصفحة
هذه المشاركة ليست تقريراً سياحياً يرصد
وجهات واحداثيات ... أرقام و أسعار
هي صور ازدحمت بها ذاكرة الكاميرا ،،،، و مشاهد متفرقة من ذاكرتي ايقظها الحنين،،،
و كلمات مبعثرة ،،، تحكي مجتمعةً قصة حب للبوسنة



فـــ مرحباً


*


*






*



fdg.jpg










البوسنة...حكاية من نسج الجمال




picture.jpg






سريعا مرت الأيام ...بل مر عام و أكثر منذ عودتي من البوسنة

عجباً لأيامي ... تتساقط كحبات العقد إذا انفرط!


كنت أمني النفس منذ ان قررت السفر إليها بإعداد تقرير عن رحلتي العائلية الأولى لهذه الدولة
و لكن التقارير -كغيرها من الأعمال- لا تنجز بالأمنيات

كنت أحمل لكم من هناك صور و حكايات،،، و تفاصيل كثيرة

ضاعت التفاصيل ،،، و معها أكثر الحكايات
حتى أسماء المدن بالكاد أذكرها
ترى هل تصاب المرأة بالزهايمر في عمر ال37؟

لم يبقى إلا الحنين إليها
و صورٌ من هنا ،،، و هناك



picture.jpg


picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg



فكرت أن أطرح الصور في تقرير صامت لتشاركوني الذكريات
ولكن ... أتعلمون أن الصمت للمرأة أكثر الأعمال ارهاقاً...؟

ولذا سأقتص لكم من كل قصة قصيصة
فلتتسع صدوركم




*

*

*




كنت سأخبركم كيف أحببتها

احببتها من صورة

لم تكن سوى صورة لجسر عتيق ... يشقه نهر ...ويحتضنهما الغيم



picture.jpg





picture.jpg





صورة واحدة سرعان ما جرّت إليّ صور ،،، و قصص ،،، و لهفة للقاء


فكـــــــان لنــــا لقـــــــــــاء


*


*


*



كنت سأحدثكم عن السفر عبر الترمينال 2 في مطار دبي




حيث يجتمع كل أجناس الأرض
تتزاحم الوجوه فيه و تتعدد الألوان و المقاصد
و يردد النداء أسماءَ عواصم و مدن ،،، يخال إلي أن كتب الجغرافيا لا تعرفها




picture.png





على غير عادتي
دققت يومها في كل الوجوه التي صادفتني... و سمعت حكايات بكل اللغات،،،فالانتظار طويل


شاهدت يومها المقتدر لا يجد أرقى مكاناً من "بـــــــــول " ليتناول افطاره
و وجدت البسطاء يفترشون الأرض يتقاسمون مع أطفالهم طعاماً في حافظة ،،، لا أعلم في أي بلد أعد


تشاركت يومها طاولة الطعام مع أشخاص لا يعرف بعضنا الآخر،،،كل ما يهمنا حينها كان الطعام من أجل البقاء



كنت سأخبركم عن حكايات المستلقيات في مصلى النساء،،، انهكهن طول السفر
كنت سأخبركم عن ذاك المسن العربي ... يبحث في أركان المطار عن" فرحه" زوجته ،،، تسابقه دمعته
قصصت على زوجي حينها الموقف،،،عن الخوف الذي شاهدته في عيني الحاج
فقال -و هو يقاوم النوم- إنما يبكي خشية أن تفوتهما الطائرة و يتكلف تذاكر جديدة....كنت سأعجب منه حقاً لو أجاب بغير ذلك


على مقاعد الانتظار ...يتساقط الناس أمامي نياماً كضحايا حرب ،،، و ما زلت متماسكة
و على غير عادتي ... استسلمت للنوم على حقيبتي ،،،

حقا لقد كانت أطول 5 ساعات أعيشها


*

*

*


كنت سأخبركم عن سراييفو...عن غرابة اللقاء و مرارة الوداع


كيف استقبلتنا سراييفو بشمس حارقة

و كيف ودعتنا ببياض الثلج ،،،،و كأنها بالغت في الاعتذار!



picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg






***

مع أولى خطواتي على أرضها ... صوت يتردد في أذني ولا يتركني


سراييفو..... سراييفو
نناديكم وقد كثر النحيب.... نناديكم و لكن من يجيب
نناديكم و آهات الثكالى ...تحدثكم بما اقترف الصليب







picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg



و لا تزال الكلمات نفسها تلاحقني ...أنشدها بصوت خافت

سراييفو تقول لكم ثيابي .... ممزقة و جدراني ثقوب
و أوردتي تقطع لا لأني .... جنيت و لا لأني لا أتوب


لعلها أنشودة لم يسمع بها إلا الطيبون جداً،،،

كلمات حكت لنا برفق عن كل العنف و القسوة التي عاشتها هذه الارض






كنت سأحدثكم عن
آثار الرصاص على منازل سراييفو،،، عن كل الأسئلة التي خطرت ببالي حينها

كيف صمدت ؟

و أين كنا؟



picture.jpg






كيف ابتسموا للحياة بعدها...بل كيف ابتسمت لهم الحياة





picture.jpg












و لكن المبهج أن سراييفو عبرت نفق الأمل



picture.jpg






و عادت للحياة ،،،

و عادت لها الحياة بكل ألوانها



picture.jpg




picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg






غفرت و عفت و أصلحت ما أفسدته الأيام

و لم يبقى فيها مكاناً للحرب إلا في المتاحف


picture.jpg





picture.jpg




picture.jpg





****





نسير في المدينة القديمة في أول ساعاتنا في سراييفو


يخبرنا عمّار _سائقنا_ أن

من شرب من ماء السبيل ،،،حتماً لسراييفو يعود

picture.jpg





picture.jpg




فيتسابق أبنائي إلى كل سبيل يصادفنا...حتى أكثرهم أنفةً شرب من ماء السبيل


عجيب ,,,, لم نرى من البوسنة شيء بعد لنعلم إن كنا نرغب في العودة


picture.jpg



# للحديث بقية







 
الفصل الثاني





تغذية النفس أم الجسد؟


fbdf.jpg




كنت سأحدثكم عن مطاعم البوسنة


فمن غرائبها أنهم لا يقدمون طعاما كما كنا نعتقد... بل الجمال بكل أشكاله









picture.jpg






picture.jpg







picture.jpg









ستشبع كل حواسك هناك




picture.jpg






album.php





picture.jpg







picture.jpg






و قد تنسى في أحيان كثيرة أنك جئت إلى هنا من أجل الطعام

و قد تهيم كما همت أنا في زواياها...أتعقب التفاصيل




album.php






picture.jpg






picture.jpg










picture.jpg







picture.jpg




picture.jpg



*
*
*

إن كنت ممكن يشكك في أن تغذية النفس قد تغني عن تغذية الجسد
فاذهب إلى هناك...و جرب
و أنظر إلى ما تنتهي



picture.jpg





picture.jpg






picture.jpg





picture.jpg





و لكن حذاري... فقد بفوتك الكثير






picture.jpg






picture.jpg





لا تسأل شرحا عن الأطباق
و لا تطلب ترجمة...عش التجربة و تأكد بأنه سينتهي لشيء جميل

picture.jpg










*
*
*





نعم أجمعنا صغيرنا وكبيرنا أن الطعام في البوسنة لذيذ



و لكني أسأل نفسي الآن كثيرا،،، هل كان حقاً لذيذ ؟ أم أن المعطيات من حوله جعلته كذلك؟


فلم يكن سوى لحم و ملح


picture.jpg






picture.jpg







picture.jpg




كان لحم و ملح ،،،و لكن ....لعله صنع بحب


picture.jpg





picture.jpg






هل أخبرتكم عن الخبز البوسني....عن طعم الجبن؟؟



picture.jpg





picture.jpg



*
*
*





كان علي أن أتجاهل هناك كل خطط انقاص الوزن التي وضعتها

و كان علي أن أتناسى كل قصص الزهد التي عشقتها

فلا مجال هنا إلا للمتعة


picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg






سحقا لــ (أتكنــــــز)،،،كنت سأحرم النعيم لو اتبعته

picture.jpg







*****

وعلى ذكر النعيم أحدثكم في الفصل القادم عن الجنة











 
أعلى