باريس ، العودة في عام 2017

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع hearty
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

hearty

:: مسافر ::
إنضم
24 سبتمبر 2012
المشاركات
249
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
united arab emirates
باريس ، العودة في عام 2017 بقلم يزيد التميمي


1-dsc00654.jpg

بعكس المدن الأوروبية الأخرى ، تكاد تكون باريس هي البوابة الوحيدة التي يمكنك عبرها لدلوف فرنسا ، لا يمكن للخليجي دخول فرنسا من غير العبور بمطار باريس عند قدومه جواً ، مطارها الوحيد الذي يصلك بفرنسا ، و مع ذلك فمطارها لا يرقى بمستوى فخامة ورحابة المطارات المدن الأوروبية الأخرى ، لذلك سوف تنصدم عند وصولك إلى مطار شارل ديغول ..
1-dsc00501.jpg

أنا بعكس الناس ، فأول فعل قمت به هو التسكع بالأقدام في شوارع باريس لزيادة الأحاسيس ، وأمتصاص الصدمة الجغرافية ، بالنزول بين الأناس وملامسة الأماكن ، وأولها الشارع الذي لم أذهب له في رحلتي السابقة وهو جسر ألكسندر الثالث والمنطقة المحيطة به ، والمميزة بالأكشاش للباعة المتجولين ، وشارع التسوق الشهير Rue de Rivoli .. لذلك كانت فرصة عظيمة للمشي والمرور على تلك الجسور المتجاورة و العابرة لنهر السين ..
1-dsc00506.jpg
الجسور ممتدة على نهر السين
1-dsc00503.jpg
جسر الفنون وبالخلف يظهر متحف اللوفر الشهير
1-dsc00385.jpg
الفن بالنسبة لي يقبع بين يدين الفقراء
1-dsc00504.jpg
فعل الرسم قد يحدث في أي مكان من هذه الشوارع
1-dsc00527.jpg

المنطقة بالنسبة لي أجمل بكثير من شارع الشانزلزية الذي لا يبهرني ولا أجده يستحق الضجيج الذي أسمع عنه ، فجسر ألكسندر الثالث والمنطقة المحيطة بها أجدها تطل على نهر السين ، وتزخر بكمية متاحف تطل عليها بالإضافة إلى تواجد أكشاك الفنانين حولها ، ووجود الناس من حولك وهم يستمتعون بلحظاتهم الرومانسية على الجسور وحول الأنهار ، فأين الجمال بشارع تسوق ؟
1-dsc00523.jpg


.حتى المباني في تلك المنطقة من باريس لها نصيب وافر من الأبداع الفني

1-20170831_201256_hdr.jpg

المثير للإنتباه في هذه الشوارع الفرعية هو أختفاء أوجه السياح ، وبدء تكاثر أوجه الفرنسيين ، بصراحه أجد نفسي تستمتع أكثر بأختلاطي أكثر بين السكان بدلاً من السياح.

1-dsc00396.jpg
متحف أورسيه
وبالقرب من جسر الفنون يقع متحف أورسيه الرهيب ( Musée d’Orsay ) ، وبالنسبة لي أجد رسومه أقرب إلى قلبي من متحف اللوفر ، والسبب أن فترة الرسومات هي الفترة الفنية بين عامي 1848 و 1914 ، وهي تعتبر الفترة التي ليست حديثة أو قديمة ، وتندر لوحات هذه الفترة في متحف اللوفر ومتحف الفن الحديث ( Musée National d’Art Moderne ) ، لهذا يتواجد متحف أورسيه ليغطي هذه الفترة المهمة والتي من روادها فان جوغ ومايميز معروضات متحف أورسيه وجود لوحة فان جوغ الشهيرة وهي بورترية ذاتية بالصورة التالية :
1-20170831_183120_hdr.jpg
فان جوغ
1-20170831_182911_hdr.jpg
لوحة فان جوغ ( ليلة مرصعة بالنجوم )
1-20170831_182640_hdr.jpg

1-20170831_182713_hdr.jpg

1-20170831_182746_hdr.jpg

1-20170831_182828_hdr.jpg

1-20170831_183249_hdr.jpg

بعض أعمال فان جوغ ، أعتذر بسبب التصوير فقد كان بهاتفي الذكي لإن الكميره فرغت من الشحن بعد أستهلاكي لها طوال اليوم بالتصوير.

1-dsc00401.jpg
تيودور كاسيريو
1-20170831_183719_hdr.jpg


1-dsc00401.jpg
تيودور كاسيريو

لوحة ل تيودور كاسيريو حيث تبين تأثره بأنتقاله لفترة من الزمن إلى الجزائر حيث يصور لمعركة بين رجلين في الجزائر ..


1-dsc00444.jpg
بورتريه للرسام الفرنسي هنري جان

1-20170831_183719_hdr.jpg
المتحف من الداخل
1-dsc00397.jpg
لا توجد لغة عربية !
ما يعيب المتاحف و الأماكن العامة عموماً عدم وجود اللغة العربية لها أي أثر سوى ببعض القطع والأثار ، أما حاضرنا لا وجود للغة العربية ، أعتقد السبب الأقوى هو بسبب عدم أرتياد العرب لهذه الأماكن.
1f626.svg

1-dsc00459.jpg

مثال لهذه التحفة القيّمة لمزهرية كتب عليها باللغة العربية ، هي شيء من ماضي ، ولكن لا حاضر للغة العربية في المتحف ، يحزنني رؤية هذا الأمر كثيراً عندما أسافر ، ولكن لماذا العتب لهم ونحن في الواقع نستخدم اللغة الأنجليزية في وطننا أكثر من لغتنا الأم العربية ..

أنتهيت من الحديث عن المتحف ولي تكملة بالحديث عن باريس وباقي الرحلة في تدوينة أخرى.

 
باريس ، الجزء الثاني 2017بقلم يزيد التميمي






اليوم الثالث لوصولي إلى باريس كان يصادف عيد الأضحى المبارك ، والجميل أن يوم العيد في فرنسا قد توافق مع أغلب الدول العربية ، لذلك قررت تأدية صلاة العيد ومشاركة المسلمين فيه فرحة العيد ، في زيارتي السابقة لباريس في عام 2014 قد زرت مسجد ( great mosque of Créteil ) ولفتتني مساحته الكبيرة وحداثة المبنى ..
1-20130914_161213.jpg
great mosque of Créteil
ولكن هذه المرة قررت الذهاب إلى مسجد آخر وهو Grande Mosquée de Paris وهو مختلف عن المسجد السابق حيث أنه يعتبر من أوائل المساجد في باريس ، فقد تأسس بداية من عام 1920 م بعد موافقة البرلمان الفرنسي على تمويله والشروع في بناءه ..
1-dsc00551.jpg
Grande Mosquée de Paris
المسجد كما هو بالداخل بتصميمه القديم و بأعمدته المتقاربة فيما بينها التي لا تعطي مساحه كبيرة كما هي حال المساجد الحديثة مثل المسجد السابق .. الخطبة كانت باللغة العربية وبعدها كانت باللغة بالفرنسية بحكم أن هناك مجموعة كبيرة من المصلين لا يجيدون العربية ..
1-dsc00555.jpg

1-dsc00556.jpg
منبر الإمام هدية من ملك مصر فؤاد الأول في عام 1347 هجري 1929 م
dsc00550-01-800x450.jpg

المصلين ملئوا حتى الساحة الخارجية للمسجد والحديقة الخارجية ..
1-dsc00545.jpg

ماشاء الله كمية حضور مهيبة للصلاة من جميع الجنسيات و الأعراق التي وحدتها ديانة الإسلام هنا في بلاد الغربة ..
1-dsc00564.jpg
أعجبتني لوحة صحيفة المسجد و الأعتماد على اللغة العربية.
1-dsc00565.jpg
لحظة خروجنا من المسجد بعد أنتهائنا من خطبة وصلاة العيد
الجميل بعد أنتهائنا من الخطبة هي لحظة الألفة والتلاحم مع من حولي حيث تبادلنا السلام والتباريك بالعيد ولم أشعر بالغربة وأنا بالمسجد معهم ، الكل يشعر بالآخر هنا .. كانت تجربة جميلة بصراحة في هذا المسجد ..
1-dsc00567.jpg

صورة من الشارع حيث يعج بالناس بعد أنقضاء الصلاة والتوقف لألتقاط الصور التذكارية بعد العيد ، الكل مزهو وفرح بهذه اللحظات.
1-dsc00566-001.jpg

أقتنصت تواجدي بالذهاب إلى مكتبة البستان وهي أمام الجامع الكبير ، فكنت أرغب برؤية طابع مكتباتهم ..
1-dsc00568.jpg
مجموعة من الكتب المعروضة بداخل مكتبة البستان في باريس
1-dsc00572.jpg

1-dsc00570.jpg
من داخل مكتبة البستان
كانت هذه المكتبة الوحيدة المفتوحة للأسف بسبب يوم العيد ، فجميع المكتبات الأخرى التي وضعت زيارتها يوم العيد وجدتها مقفلة .. لهذا قررت الذهاب بعدها إلى قصر فرساي ، كنت متردداً في زيارته ولكن بسبب إغلاق المكتبات قررت الذهاب له ..
وبعد مسير بالسيارة تقارب الساعة حتى وصلنا إلى قصر فرساي الذي يقع خارج باريس ، وسبب وقوع القصر بعيداً هو رغبة الملك لويس الرابع العشر بمكان هاديء عن صخب باريس حتى يستجم ، وهو شهد الكثير من الأحداث التاريخية وكان أبرزها الثورة الفرنسية.
1-dsc00580.jpg

أترون تكوّم الناس في الجانب الأيمن للصورة ؟ هنا يبدأ الطابور للدخول إلى المتحف ، شيء جنوني هذا الأزدحام ، يقارب الأزدحام لمتحف اللوفر ، كنت سأتراجع لولا بعد المسافة وعدم وجود خطة بديلة جاهزة وبصراحة لم أسأل عن قصر فرساي كثيراً كانت شهرته طاغية ، لهذا قررت الذهاب لشراء التذاكر والدخول ..
1-dsc00582.jpg

لشراء التذاكر كل ماعليك هو تواجد بطاقة الماستر كارد ، الحمدلله لم يكن هناك أزدحام وهذا ما أكره على فكرة.
1-dsc00583.jpg

بعد الإنتظار بدأت أرى أسوار القصر الذهبية والتي تبين مدى فخامة القصر بالرغم من عمره القديم والذي يتجاوز الأربع مئة عام
1-dsc00591.jpg

عندما دخلت إلى ساحة القصر رأيت مدى البذخ في الجمال والفن بداخل القصر
1-dsc00606.jpg

القصر من الداخل ، دهشت كثيراً وأنا أرى الرخام وكمية الجمال في هذه القاعة ، توقفت لأخذ صورة لها
1-dsc00614.jpg

هناك الكثير من غرف النوم بالقصر وتبرز أناقة الفرنسيين منذ ذلك الوقت.

1-dsc00620.jpg


القصر لم يعجبني ، وقد صدمت بذلك بسبب شهرته الحاغية ، فكثير من أجزاءه مغلقة ولا أعلم ما السبب حتى أنني سألت أحد العاملين وقال لي نعم هذا القصر فقط ، دهشت من صغر المساحة المعروضه للزوار ، لم يوازي سعره الباهض والذي دفعته من أجل تذاكر الدخول .. كانت هناك حديقة للقصر ولكن لا شيء مميز بداخل القصر ، لا لوحات فنية ولا تحف ، الشيء الوحيد هو المبنى بحد ذاته وهو لا يعادل قيمة التذكرة أو حتى وقت الأنتظار الذي أستغرقته حتى دخلت المتحف ، من كثر شعوري بالأحباط دخلت على صفحة المتحف في جوجل وقمت بكتابة توصية بعدم زيارة المتحف ، فهو لايستحق الزيارة ، هناك الكثير من الأماكن البديلة في باريس وهي أفضل منها.
1-dsc00631.jpg

الحديقة والتي دفعت مبلغ أضافي حتى أدخلها ، هل ترون شيء مميز فيها ؟ حديقة دبي العالمية للزهور أفضل منها !
إطلالة غرفتي بالفندق في الصورة التالية أفضل من المنظر السابق ، أتشعرون أنني منقهر قليلاً ؟ ههههه
1-dsc04022.jpg

اليوم التالي كانت الوجهه إلى شارع التسوق Rue Royale بوسط باريس وبدأت بالسير في الشوارع المحيطة حولها والمليئة بمتاجر التسوق المختلفة والمتنوعة ومن ضمنها شارع Rue de Rivoli
1-dsc04029.jpg

بعد الزيارة التي لم أتوقع أن تأخذ كل مني هذا الوقت في التسوق ، ذهبت بعدها إلى معهد العالم العربي والذي أستنشقت فيه شيء من روحي بداخله ، عندما بدأت بالتجول فيه ملأ صدري بالسعادة بوجود عبق عربي دافئ في هذه الأراضي الباردة.
1-dsc04057.jpg

معهد العالم العربي كما يبدو من الخارج ، بني بالكامل من الخارج من الزجاج ولكن بالنقش الأسلامي ، وهذا بعد أنتهاء أعمال التجديد في عام 2012 بعد دعم مالي مميز من السعودية والكويت .
1-dsc04058.jpg

لوحة بخارج المعهد وتظهر حجم الفعاليات والنشاطات الموجودة في المعهد ، والذي لم يخيب رجائي ، فقد كان المتحف أكثر من رائع ، وأنصح العرب بزيارته ودعمه بالحضور وشراء التذاكر منه ، كل الزوار الذين رأيتهم هم فرنسيين أو من دول أسيوية ، لم أرى أي عربي سوى العاملين في المعهد !
1-dsc04063.jpg

تذكرة الدخول ثمانية يورو للشخص الواحد وهي من أرخص التذاكر التي رأيتها للمتاحف في أوروبا ، وهذا الشيء يحسب لإدارة المعهد لتحفيز الزيارة.
1-dsc04065.jpg

أخيراً رأيت مطوية عربية في متحف ، حديثي عن اللغة العربية دائماً يصاحبه أنين عندما أستذكره ، لدي تدوينه عن اللغة العربية منذ أكثر من ثلاث سنوات وأتردد في كتابته ، خوفاً من حجم الموضوع ، فهو محزن للأسف ما وصلنا له من حالة أهمال للغة العربية ، لا أريد الخروج من اطار التدوينة ولكن لي حديث متشعب عن اللغة بشكل عام والعربية بشكل خاص.
1-dsc04067.jpg

يبدأ المتحف بشرح مسمى العالم العربي للزوار الأوروبيين ، ويتحدث عن تأثير الأسلام في تطوير هذا الجزء من العالم.
1-dsc04071.jpg


معروضات وكتابات أغريقية تتحدث عن الزراعة في المنطقة العربية.

1-dsc04072.jpg


وكأنني في منزلي ، توقفت لأصور هؤلاء الواقفين على المعروضات من تاريخنا العربي ، كنت سعيد بتوقفهم وتأملهم لقراءة تاريخنا ، لهذا أحببت ألتقاط الصورة للواقفين.

1-dsc04091.jpg


1-dsc04096.jpg

المتحف يزخر بكثير من المعروضات التي تستحق كل قطعة منها الوقوف عندها وقراءة تاريخها ، المتحف جميل بطريقة عرضة الذي يشعرك بعالم من ثلاثي الأبعاد في طريقة إبرازه للمعروضات.
1-dsc04106.jpg

1-dsc04129.jpg

وللوحات الحديثة لها مكان في المعرض ، فهناك الكثير من اللوحات لرسامين شباب والتي تبرز المفهوم العربي الحديث للعالم الآن.
1-dsc04132.jpg

و بالطبع كان للخط العربي مكان في هذا المعرض ، فالخط العربي مصدر ألهام جمالي.
1-dsc04141.jpg

وخصص جزء في المعرض للصور الفوتوغرافية الحديثة لأعمال بعض المصورين العرب الشباب.
1-dsc04193.jpg

وقبل أن أخرج من المتحف لم أشعر إلا بقدمي تدلف إلى المكتبة الخاصة بالمتحف وشراء الكتاب الخاص بالمتحف لشرح المعروضات باللغة العربية.
1-20171207_221732.jpg

1-dsc04196.jpg

أجمل مافي الكتبة وفرتها بالكتب العربية والتي لم أتوقع برؤية كل هذا الزخم من الكتب المعروضة لديهم ، فهي تنافس مكتبات كبرى لدينا في الخليج ، قضيت وقت طويل وأنا أتمشى في ممرات المكتبة ..
هنا رابط معهد العالم العربي : https://www.imarabe.org/ar
المتحف أنصح بزيارته للجميع ، هي فرصة لدعم المتحف وأن يبقى نشط في عمله ، ونحن العرب خصوصاً نحتاج أن نرى ونقرأ تاريخنا ، ففي النهاية هي رحلة سياحية ..
 
أعلى